jeudi 30 juin 2011 by محمد الرزوقي
كان  للامازيغ على امتداد بلاد الامازيغ )بلاد البربر( لغة أصلية يتحد ث عنها المؤرخون  غير أن هدا لم يحل دون انفتاحهم على اللغات الأخرى التي تعرفوا عليها باحتكاكهم مع أقوام وحضارات مختلفة  كالفينيقين واليونان والرومان والبزنطيين ثم العرب , وقد استعمل لغة هؤلاء الأجانب بجانب لغتهم الأصلية, وعندما تعرف الامازيغ على اللغة العربية الوافدة عليهم من العرب المسلمون في القرن السابع الميلادي , والتي لم يكن لها أي وجود في هده المناطق قبل هدا التاريخ , اعتبروها لغة الدين واستعملوها في الإدارة مثلما أستعمل اللاتينية واليونانية من قبل وأتقنها خاصتهم من العلماء والمثقفين الأدباء بينما ضلت للغالبية العظمى من الامازيغ عبر التاريخ الإسلامي ,لغة علوم وثقافة نظرية خاصة  بالعلماء , ولدلك كنوا لها الاحترام دون أن يحيطوا بمعرفتها , وظلوا يستعملون فى شؤونهم اليومية وحروبهم وآدابهم لغتهم الامازبغية الأصلية التي كانت وحدها قادرة على التعبئة الكاملة  لجماهير الشعب من اجل استجابتهم الموحدة الأوضاع المختلفة التي تعرض لها . وما هو جدير بالاهتمام ان الامازيغ قد نسوا جميع اللغات السابقة التي تعرفوا عليها وكدال اللغات التي عاصرت الامازيغية  قبل آلاف السنين ولكن لم ينسوا أبدا لغتهم التي عاشت كل هده اللغات المنقرضة  منها والتي بقية على قيد الحياة.
ولقد عاش المغاربة وضعية التعدد اللغوي ) العربية والامازيغية (  والتي تشخص  في وجود لغة أقلية من النخبة العالمة , ولغة أغلبية من عانت الشعب ولم تكن ثمة حساسية بين اللغتين لانه لم يكن ثمة من يخطط لنشر إحداهما وتعميمها على حساب الثانية , كما لم يعرب التعليم الأصيل في القرويين  والمدارس القرآنية  المغاربة , فقد كان يعلم طلبة العلم العربية فيتقنونها ولاكن لا يتعربون أي لا ينسوا لغتهم الأصلية لانها تربطهم بعموم المجتمع وبحاجتهم اليومية التي لا يتم التعبير عنها إلا بلغة الشعب .ولقد نشأت في الأوساط الحضرية بالمغرب نتيجة التعايش السلمي بين اللغتين الامازيغية والعربيةلغة وسيطة هي الدارجة المغربية ) وهي مزيج بين الامازيغية والعربية ( وهى حل وسط بين الأغلبية من الامازيغ والأقلية من العرب الدين اسطوطنو  المغرب بصفة نهائية دون ان يتمزغوا غير أن هده الدارجة لغة محكية في الحواضر دون البوادي ولهدا ضلت مجهولة لدا القبائل الامازيغية حتى عصرنا  الحالي الدي جاء  بمتغيرات جديده ز غير أن أول "تصادم" يمكن الحديث عنه بين اللغتين والدي يتحمل مسئوليته المغاربة أنفسهم وليس غيرهم قد حصل في عقود الاستقلال الأخيرة عندما أصبحنا نقرأ لأبناء المغرب وهم يكتبون ( ينبغي إماتة اللهجات( و )انتشار اللغة العربية سيقضى على أو يكاد على اللهجات البربرية بعد بضعت  عقود من السنين ( و ) ينبغي العناية التامة  باللغة العربية أما اللهجات فهى من فضلات التاريخ ( .
لقد أجتاح التعريب كل معاقل الامازيغية بما فيه الآسرة , والبوادي والقرى البعيدة , ووقف يتفرج على المشهد فريقان من المغاربة ,فريق يثلج صدره أن يرى الألسنة تنقلب الى العربية, وفريق يتألم لضياع ارث تاريخي تحدى عوائد الزمن ألوفا من السنين .وقد برهنت العقود الأربعة المنصرمة على أن التعريب لا يرمي إلى مواجهة اللغة الفرنسية ذات الهيمنة في مختلف المجالات , بل يرمى إلي تعريب أسماء الأماكن والساحات العمومية التي تحمل في الاصل  أسماء امازيغية ومنع أسماء المواليد الامازيغية في مكاتب الحالة المدنية والامتناع عن نشر الكتابة الامازيغية .......
هل توجد لغة شريفة؟
هل يوجد في الإسلام ما يثبت شرف العربية ؟
وهل ثمة في الدين القرآن الكريم أو السنة آو سلوك الصحابة ما يفيد ما يفيد تفضيل لغة على لغة؟
وهل يوجد دليل شرعي واحد يقر ضرورة السيادة المطلقة للغة العربية في بلاد الإسلام ؟
وهل يوجد في الآيات القرآنية الكريمة ما يصرح بأن الله قد اختار العربية و فضلها على غيرها  من اللغات كما يكرر بعض الإسلاميين؟
وهل اعتبار العربية لغة مقدسة شريفة لأنها لغة الدين يبرر بأي وجه من الوجوه الحكم بالإبادة على لغات الشعوب بحرمانها من الحماية القانونية والمؤسساتية؟هل يقر الدين بهده النتيجة؟
إن الآية القرآنية  الأكثر دلالة للمسألة اللغوية هي 
 سورة الروم و قال تعال  بسم الله الرحمن الرحيم) "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف   ألسنتكم  وألو أنكم إن في دللك لآيات للعالمين "( و قال تعال   بسم الله الرحمن الرحيم) "يا أيها الناس إنا  خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم "( صدق الله العضيم .      
  ليس ثمة في الآيات ما يفيد التشريف أو التعظيم للعربية عندما نضعها في سياقها الصحيح الدي فهمها المفسرون ,وإنما التشريف والعظيم أحدثه البشر بعد دالك ونجد جذوره في الثقافة العربية.            
) الامازيغية في خطاب الإسلام السياسي(             
إننا معشر الامازيغ لانكره العربية ولا نعاديها بل هي عندنا بمنزلة الامازيغية لغتنا الأصلية ومشكلتنا مع غيرنا من دوى الملل والنحل السياسية , هي أننا لا نفكر في الاحتفاظ بإحداهما والتضحية بالثانية .
by محمد الرزوقي
دعت الحركة الأمازيغية بالريف الكبير، شمال المغرب، كل المواطنين والمواطنات إلى "مقاطعة الدستور الممنوح، بعدم التوجه إلى صناديق الاقتراع من أجل قطع الطريق على سماسرة السياسة والمتلاعبين بمصالح الوطن، ومن أجل بناء مغرب الغد الديمقراطي، المتعدد والمتسع للجميع".

وأردفت الحركة ضمن بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه أنها تطالب بالاستجابة الفورية وغير المشروطة لكل مطالب الشعب المغربي التي تجسدها حاليا حركة 20 فبراير، وإقرار دستور ديموقراطي شكلا ومضمونا، والاعتراف بالهوية الأمازيغية وترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية بدون تمييز وتسويف.. إضافة إلى إقرار دولة مدنية حداثية نظام فدرالي يؤسس لجهوية سياسية حقيقية.

وطالبت الوثيقة أيضا بالعمل على استرجاع أموال الشعب المنهوبة والمنزوعة ومحاسبة كل الجناة.. وكذا الكشف عن كل الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان منذ 1956 إلى يومنا هذا، وكشف حقيقة شهداء 20 فبراير، مع إقرار حقيقي لفصل السلط واستقلاليتها التامة عن رئيس الدولة.. وإقرار حرية تأسيس الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب الجهوية.. إلى جانب إسقاط الحكومة وحل البرلمان وتشكيل جمعية تأسيسية لصياغة الدستور.. وهذا حسب لغة البيان المندد بما أسماه "السلوكيات والتصريحات العنصرية تجاه اللغة والثقافة الأمازيغيتين والصادرة عن كائنات وكراكيز مخزنية، خاصة بنكيران".

ووصفت الحركة الأمازيغية بالريف الكبير بـ "السابقة التاريخية" ما أسمته " اعتراف الدولة المخزنية ضمنيا بأن الدساتير المغربية المتعاقبة كانت بإنجاز غير مغربي".. كما أردفت: " التشابه مابين مشروع الدستور الحالي و الدساتير المتعاقبة على المغرب يتجلى من ناحية الشكل في طابعه المفروض قسرا على الشعب المغربي من طرف تحالف مخزني قديم يحاول الإبقاء على إدامة و مركزة السلطة السياسة في يد واحدة بمباركة وتزكية الكراكيز السياسية التي تختفي وراء عباءة الملك للحفاظ على مواقعها في السلطة السياسية والعمل جاهدا على الاستفراد بالثروة الوطنية ونهبها بتكريس المفارقة الاستعمارية بين المغرب النافع والمغرب المحاصر، المنسي و المقموع".

كما انتقدت الحركة الطابع التشاوري الذي طال مشروع الدستور المعروض على استفتاء الغد، معتبرة الأمر "مسرحية مفبركة سلفا بعد الانهيار الذي بدأت تعيشه بعض الأنظمة التوتاليتارية من أجل تفويت الفرصة على الشعب المغربي في تحقيق تغيير ديمقراطي حقيقي بعد الانتفاضات والاحتجاجات التي خاضها الشعب المغربي يوم 20 فبراير والتي دعت إليها بعد ذلك الحركة المنبثقة عن هذه النضالات المرهونة بتحقيق كل المطالب العادلة و المشروع".. وزادت: "وجهت اللجنة المفبركة لإعداد دستور يكرس مفهوم الرعية ويؤجل انتظارات الشعب المغربي في انتقال ديمقراطي حقيقي مبني على تعاقد سياسي واضح، برفض تام من طرف الشعب المغربي بكل فئاته" .

واعتبرت الحركة الأمازيغية بالريف الكبير أن موقفها من مشروع الدستور، وكذا مشروع الجهوية المتقدمةـ قد أتى من "الاعتقاد الراسخ بأن الانتقال الديمقراطي لا يأتي عن طريق اعتماد آليات الصالونات والمأدبات والاستغلال الإعلامي المكثف لتمويه الحقائق وإخفائها على أبناء الشعب المغربي"، واسترسلت: " نعتبر هذه الهرولة في صياغة الدستور الممنوح، والمراد به أن يكون مفروضا على الشعب المغربي، مجرد مضيعة للوقت وهروب إلى الأمام بالتغاضي عن المطالب الحقيقية في حرية غير مشروطة وكرامة تضمن التساوي لكل المواطنين في الإنتماء إلى وطنهم ، وعدالة اجتماعية تجعل من هذا الوطن وثرواته ملكا لجميع المغاربة وليست حكرا على أحد".