dimanche 3 juillet 2011 by: محمد الرزوقي

ابراهيم أمكراز:
يبدو أن الوثيقة الدستورية المرتقبة للمغرب قد تكشف لنا العديد من الأمور قبل وأثناء وبعد صدورها، ولعل أهم الأمور التي ستستوقف الكثيرين خلال هذه الأزمنة الثلاثة، دسترة الأمازيغية كلغة رسمية، هذه النقطة التي كانت محل جدال وجدال داخل لجنة المنوني حتى بلغ الأمر ببعضهم اقتراح أن ترفع إلى التحكيم الملكي بدل إبداء اللجنة الرأي فيها، حدة هذا الجدال ستزداد بعد كشف الخطوط العريضة لمسودة الدستور في لقاء جمع المنوني والمعتصم بالأحزاب السياسية وبعض النقابات، مباشرة بعد عرض هذه الخطوط تعالت الأصوات التي رأت في دسترة الأمازيغية لغة رسمية مساسا باللغة العربية، بل وحاول بعضهم أن يجعل الأمر مساسا بالدين الإسلامي كذلك، لكن أبرز ما استوقفني خلال هذا الأخذ والرد هو حقيقة مغربنا وحقيقتنا كشعب مغربي، يبدو أن شعارات السلم والتعايش وقبول الآخر كلها تتبخر حينما تكون الذوات على المحك، اكتشفت أن من يرفعون كلنا مغاربة وأن المغرب بلد السلم والتعايش، إنما هم كذلك لأننا صامتون لا نطالب بحقوقنا، يرون في مساواتنا معهم تفوقا عليهم، ويرون في سموهم علينا مساواة وعدالة، إن بالمغرب اليوم أصوات عنصرية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تكدست في أعينهم دونية الإنسان واللغة والهوية الأمازيغيتين، أنعشها الإعلام والتعليم المخزني ووفر لها كل شروط التوغل إلى أعماق الأفراد والمجموعات.
وما زاد الطين بلة أن تخرج أحزاب بكل وقاحة معلنة في بياناتها أو على الإعلام العمومي تعلن وتخاطب الشعب بأن لغته الأمازيغية ليست سوية كي ترتقي إلى مستوى اللغة الرسمية للبلاد، وهي نفس العقلية التي أنتجت ميثاقا لا وطنيا في التعليم يجعل فيه الأمازيغية خادمة للعربية، ويبدو أن العديدين في هذا المغرب لا يريدون الامازيغ ولغتهم سوى خادمين.
أيها الأمازيغ لقد عشنا ولازلنا نعيش عيشة العبيد ونحن الأحرار، أيها الأمازيغ لقد عشتم ما يكفي من القهر والإقصاء والنعوت الموجعة والتدنيس للكرامة الإنسانية التي هي أعز ما نملك، لقد وصفتم بأبناء الصبليون في الحسيمة وإيت باعمران/إفني، وأنتم من حارب الصبليون والفرنسيس حينما كان من يتلذذ الآن بثروات المغرب ويستحوذ على قراراته السياسية، يحتفل في قصور فاس ومقرات الإقامة العامة مع قادة الجيوش الغازية كلما تعثر مولاي محند أو عسو أوبسلام وثوار أيت باعمران…
 أيها الامازيغ لقد وصفتم بالشلح والكربوز واضطررتم للتحدث بغير لغتكم وكان الانتماء عقدة الذات بدل أن يكون اعتزاز النفس، أيها الأمازيغ لقد قدمكم الإعلام الرسمي في اسوء الصور.
ايها الأمازيغ حان الوقت لإعادة الاعتبار لنا أولا وللغتنا ولهويتنا، آن الأوان أن ننتصر آن الأوان أن نكون أو لا نكون.
شخصيا لا أتصور نفسي أعترف بوثيقة دستورية تجعلني مواطنا من الدرجة الثانية، أو دستورا يتجاهلني، من لا يعترف بي مرة سأنكره ألف مرة، لا يمكنني أن أعترف في نفس الوقت بمؤسسات وبنود وقوانين تفرزها هذه الوثيقة الدستورية حتى أكون منسجما على الأقل مع ذاتي.

Filed under: